ضيفٌ جميلٌ يزيّن سماء دمشق الشرقية في شهر رمضان... فمن يكون؟!

ضيفَ جميل في سماء دمشق الشرقية!

رأيته شاخصاً في الأفق. لم أتوقع أن يكون سوى ضوءاً من نجمٍ قد اعتدنا على رؤيته مساء كل يوم.
لكن هذا الضوء بدا كبيراً جداً وواضحاً.
 

صورة يظهر بها كوكب الزهرة من منطقة العدوي، شرق دمشق - تصوير عبادة حمصي 10/6/2017


لم أُعِر الأمر الكثير لكنني بتُّ أراقبه فجر كل يوم منذ اليوم الأول من رمضان الموافق للسابع والعشرين من أيار من عام 2017.
حتى أتى ذاك الفجر الذي أرسلت فيه  رسالة لصديقي خالد رمضان (صديقي في منطقة ركن الدين)، والذي كان يدعوني لمراقبة النجوم والكواكب كل فجرٍ تقريباً عبر تطبيق Star Walk الشهير! وذلك حينما كنت أقطن في منطقة ركن الدين منذ سنتين خلتا.
 
هنأته بقدوم الشهر وأنا أنظر إلى ذاك الجرم المضيء، وإذ به يرد عليي بعد فترة وجيزة
"رمضانك مبارك... كيف حالك يا أحمد... أترى ذلك الجرم المضيء في الشرق؟ إنه الزهرة"

 صورة من هاتف خالد رمضان بمنطقة ركن الدين شرق دمشق - برنامج Star Walk توضح كوكب الزهرة عند بزوغ الفجر


ربما هي قصة قصيرة هوليودية ما لها من عبرة، ولكنها أوقعَت في نفسي حزناً على جهتين، أولاهما أنني بعيد عن صديق الفجر خالد الذي اعتدت التنزه معه في جو الفجر النقي الصافي، وثانيهما هو عدم الاهتمام والاكتراث بجمالٍ حلّ في أفق شرقي لمدينتي وغياب ما يدعو إلى تحري هذه الظواهر الجميلة التي تذكرنا بخلق الله وعظمته!
ربما نكتفي بمراقبة قمرٍ (يشبه البعض به أحبتهم!)، ولكن أليس للأجرام السماوية الأخرى حق علينا؟ يتساءل طالب طب قد انفجر مخه من الدراسة 😅

دعوني أعيد شيئاً من حق هذا الكوكب الجميل (والذي تدعوه NASA بالجار الأقرب للأرض!)؛ إذ أنّ حجمه يماثل تقريباً حجم الأرض (بالأحرى أقل من الأرض بقليل)، وكثافته وكتلته ومكوناته وحتى جاذبيته كلها تماثل الأرض، وسمي بالزهرة Venus نسبة لآلهة الحب والجمال! بربكم أليس حريّاً أن تشبهوا من تحبون بهذا الكوكب؟
أحسست نفسي لوهلةٍ بعد الجملة السابقة "كوكبيست" أو "Planetist" على نمط "فيمنست" "Feminist"😁

موقع جار الأرض في نظام المجموعة الشمسية


لربما أسهبت بشرح أن هذا الكوكب يشبه أرضنا بكثير من الميزات... ولكنه أحد كوكبين من مجوعتنا - هو وأورانوس - يدوران بعكس باقي كواكب المجموعة؛ أي من الشرق إلى الغرب.
هل دار بخلدك أن يوماً على كوكب الزهرة Venus الجميل (دورة حول نفسه) تساوي 243 يوماً على أرضنا؟ فيأخذ لقب أطول يوم لدى كواكب مجموعتنا الشمسية!
وهل تعلم أن سنة عليه (دورة حول الشمس) 225 يوماً على الأرض أي أن اليوم أقل من سنة! يا لها من مفارقة عجيبة حقاً!

صورة يظهر بها كوكب الزهرة من منطقة العدوي، شرق دمشق - تصوير عبادة حمصي 10/6/2017


آخذاً للقب أشد الكواكب حرارة، تستطيع درجة الحرارة البالغة 471 درجة مئوية (880 فهرنهايت) تستطيع صهر الرصاص 😨، لذا لا ننصح بقضاء شهر رمضان على هذا الكوكب.

نصيحة أخيرة:

لا تفوت الاستمتاع بجمال الكون ورونقه، وراقب أهم الأحداث الفلكية فإنها غالباً ما لا تتكرر إلا بعد مئات السنين -ليس من ضمنها ظهور الزهرة كونه جار الأرض-، عش اللحظة فإنك ربما ستكون من آخر جيل على هذه المعمورة! فمن يدري نهاية الكون متى تكون؟
وإلى سكان دمشق... التمسوا كوكب الزهرة الجميل في الشرق فجر كل يوم من رمضان واستمتعوا بخلق الله😉😁

المصادر:


شارك في إعداد هذه المقالة البسيطة:
أحمد الخالدي Ahmad Alkhaledi: طالب في كلية الطب البشري - جامعة دمشق.
خالد رمضان Khaled Ramadan: طالب ماجستير علوم طبيعية - جامعة دمشق.
عبادة حمصي Obada Homsi: طالب هندسة حواسيب وأتمتة - جامعة دمشق.

تعليقات

  1. شكراً لك أستاذ أحمد على المقال حيث رجع بي لتذكر بعض الأوقات
    و الأجواء الممتعة التي قديتها مع رفاقي من الكشفية(الكشافة) عندما صعدنا الجبل مساءً كنشاط تم التخطيط له ضمن مخيم القدموس، كنا جالسين ننظر للسماء المزينة بالنجوم البراقة و نطلق العِنان لمخيلتنا 😃، اعتذر للقادة الذين كانوا ينوروننا بالمعلومات التي لم اكن استمع إليها 😅 قد سرحت في مُخيلتي 😴

    قصة ممتعة 😂
    بالتوفيق استاذ و شكرا على دورة
    "أن تكون أستاذاً"

    ردحذف

إرسال تعليق