كتب المدير العام للشرطة والأمن في دمشق الدكتور زكي الجابي هذا الدليل ليعطينا فكرة عما كانت عليه درّة الشرق، وجوهرة العواصم.. دمشق.. في عام 1949
ذاكراً بأدبية لغته وبراعة تصاويره ما كانت عليه دمشق الشام، ويحكي قليلاً عن تاريخها
تلحظ جمال كتابته من لغته الرصينة، وحسن سبكه للجمل في مقدمة الكتاب
لم يكن الأمر مستغرباً في ذلك الزمان، أن يكون قائد الشرطة وغيره من المسؤولين أدباء مرهفوا الأحاسيس لاغليظوها..
يعرّج بنا الجابي لاحقاً إلى ذكر أوابد دمشق التاريخية ومصايفها وضواحيها ومشروع مياه الفيجة الإبداعي..
يسير بنا الكاتب الأديب إلى دليل كامل يتضمن عناوين وأرقام هواتف الدوائر الرسمية والسفارات والمصارف والمقاهي وشركات النقل والصحف... ليصل بعدها إلى أسماء الأطباء وعناوينهم والصيادلة كذا المحامين والمهندسين..
لم يغفل الدليل الجانب الصناعي والتجاري لهذه المدينة، فذكرها مرتبة أبجدياً
من البديع في هذا الدليل إحصاء عدد السكان! وحالة التعليم لديهم، والمدارس وعدد طلابها من الذكور والإناث، ليصار به المطاف إلى ذكر عدد طلاب الكليات في الجامعة السورية، فمثلاً في كلية الطب نجده أحصى عدد الطلاب في كل سنة من السنوات الستّ!
حوى الدليل صوراً بديعة تعبر عن عاصمة كانت تعيش ازدهاراً كبيراً، ونماءً هائلاً أهلها لتكون مقصداً للاستثمارات والسياحة، عدا عن كونها مكاناً هادئاً بديع التصميم، جمع بين عراقة دمشق القديمة بالفن الروماني والأموي والعباسي والمملوكي والأيوبي والعثماني، وبين الحديثة متمثلة بالفن الفرنسي والبريطاني.
ختاماً أنصح من يريد معرفة دمشق حقاً بمتابعة الأستاذ الباحث عماد الأرمشي الذي يوثق معلوماته بصور بديعة وجميلة، ومعلومات متقنة ودقيقة، وذلك في موسوعته موسوعة دمشق الشام، وأنصح باللجوء للكتب المعتمدة والتي تذكر حقيقة دمشق، لا إلى مخرجي ومؤلفي مسلسلات "البيئة الشامية" الدخيلة التي يغلب ألا يمثل فيها أحد من أهل الشام الأصيلين، وتسعى بمنهجية ثابتة لإغفال صورة الوضع الحقيقي في ذلك الوقت الذهبي من حياة العاصمة السورية، وإظهار وضعها على أنه متخلف بعيد عن العلم والأدب والازدهار.
تعليقات
إرسال تعليق