مشكلة التعلم والتطويل

عناوين براقة فلسفية، لمساقات تدعي مساعدة طلاب العلم، وفيديوهات تشرح شيئا ما بطريقة بعيدة فلسفية..وهلمّ جرّاً من فلسفات لا تسمن ولا تغني من جوع، تستهلك عقل ووقت الشباب، سعياً لاختراع مساقات أو التبحر فيما لا منه فائدة، أو فيما منه فائدة لكن بطريقة الحوم حول المعلومة خمسة وثلاثين ألف مرة، مما يدفع بالشاب المستمع للإعجاب بطريقة تفكير مقدم المعلومة، والإحساس بصعوبة المستنتَج، ويغلب يا أعزتي أن يكون المستنتج بديهياً، مما يحد عقل المتعلم عن الذهاب بعيدا في فهم وحفظ المعلومة وتركيزها، ويجعله واقفاً ماثلاً أمام فيديو مدته ساعتين يمكن اختصاره بأقل من نصف ساعة!

مساقات تسرق من وقت صنّاعها وسامعيها ساعات طوال، تجعلك تيأس من الوصول للمعلومة بسلاسة وسهولة.
وتجعل من طالب العلم مجرد مستهلك لمعلومة، لا باحث فيها ومبدع، لا فاهماً إياها ومقتنع.

قس ذلك على علوم الكون والشرع كلها.

تجد عديد السبل البسيطة لتعلم الأمراض بشكل عملي وممتع، إضافة إلى كونها أقرب للُبّ الشباب، لكن تبقى الطريقة التقليدية التي لا يستطيع بدونها مدرس المادة أن يقنعهم أن هذا الأمر صعب المنال عليهم حالياً، وليكتفوا بما يستمعون له، لتصل لحياتك العملية وتكتشف أن الأمر أبسط وأجمل لو صيغ بشكل مختصر وموجه.

في هذا قال الإمام الباجوري في كتاب (جوهرة التوحيد):
لكن من التطويلِ كلّتِ الهِممْ  ... فصار فيهِ الاختصارُ مُلتزَمْ

سعيُنا لاختصار ومباشرة المعلومة وربطها بالحياة فوراً لا يعني تمييع العلم والتعلم، واختصار مما لزم منه بالضرورة، لكن هي دعوة لشباب أن يتفتح في وجه عديد المحاولات غير المقصودة (دعوني أكون متفائلاً وظانّاً ظنّاً حسناً) محاولات لجعل العلم عسير المنال، مليء بالفلسفة في الشرح، وعدم المباشرة، والاكثار من التعقيد.

#خواطر #علوم #مساقات #مراجعات

تعليقات